Navigation – Plan du site

AccueilNuméros14-15Liminaire et présentationتـقـديم

Liminaire et présentation

تـقـديم

محمد داود
p. 5-8
Cet article est une traduction de :
Présentation [fr]

Texte intégral

1يختص هذا العدد المزدوج من المجلة – خلافا للعادة – بتجميعه لنصوص متنوعة لا تملك أية علاقة موضوعاتية بينها، و هذا هو الهدف الذي سطر له في الأصل. كما لا يتعلق الأمر بمقالات يضمها ملفا، و إنما بمجموعة من العروض لأبحاث جامعية تمت مناقشتها مؤخرا، كما تم حفظها على حالها دون اهتمام يذكر، باعتبارها تعكس صورة الوضع الذي يتميز بصعوبات جمة، بالنظر للأحداث التي طبعت العشرية الأخيرة كما تعكس صورة مسار الأسرة الجامعية في الوقت الراهن.

2و تندرج هذه النصوص بشكل تقريبي ضمن الملخصات التي لا تخلو من النقائص التي يمكن إرجاعها إلى تلك التجربة الأولى في الكتابة. إنها تنقل لنا بشكل أكثر أو أقل وضوحا الإشكالية المرفقة بالأهداف، و المعطيات و الخطوات المنهجية و كذا النتائج المتوصل إليها.

3و توحي هذه النتائج، و بأشكال مـخـتـلفة، بـالأجـوبــة و بدروب البـحـث و المساءلات و القضايا التي تتضمن أحيانا مقدار تعقيداتها.

4و تجدر الإشارة إلى أن ما تم معالجته في هذا المضمار، يرتبط و بمستويات مختلفة، بحقلين من حقول المعرفة و هما : اللغة و الأرض و بصفة مضمرة فيهما مسائل الثقافة و الهوية.إنما قضية مكررة، تشغل و تقلق الضمير الجمعي للجزائريين المدعو دوما إلى التحرك ضمن سياق صراعي حيث يصبح مصطلح الاوجود ذريعة للتحليل غايته الكشف عن الدلالة.

5و في هذا الاتجاه بالذات تنخرط دراسة نجمة عبد الفتاح العلمي التي تنطلق من اعتبار مثبت، و الذي يتمثل في تقدير الواقعة الأهلية بالمغرب العربي فعلا غير ذي شأن. تفحص هذه الدراسة الخطابات المنتجمة حول مدينة بجاية خلال المرحلة الكولونيالية، لأجل الاحاطة بالعلاقات القائمة بين الأهلية و الحـضـرية و من تم التوصل إلى أن الرقابة هي ممارسة عديمة القيمة. و فكرة رفض الوجود ذاتها هي التي تبرر مجموع الفرضيات التي يتبناها آكلي مشطوب، و التي تقيم العلاقة بين مسألة الهوية و أسلوب إنتاج المجال. إذ يحاول هذا الدارس تفسير ذلك الانطباع بالفوضى الذي يبرز من المجال و يعود ذلك إلى المواجهة، مع نوع من الالتباس، بين فكرتين متناقضتين : الأولى داخلية و ترتبط بإصرار التمثلات ذات الطابع الثقافي في تنظيم المجال، و الثانية تتجسد في توظيف التقنيات الجديدة في انتاج المجال.

6و على غرار الدراسة السابقة تخضع هذه التقنيات و العقائد المنبثقة من الحركة العصرية و من المفاهيم المستوردة للنقد، مثلما تسجل ذلك دراسة سامية زبونجي – زحاف و تقع معاينتها على صعوبة إدماج نوع من السكن الانطـوائي و هو مؤشر على ديمومة الطابع السوسيو-ثقافي، كما تقع على نوع آخر من السكن العمومي دليل على التحولات السوسيو-إقتصادية. و توحي الفرضية بضرورية الانخراط في أفكار ما بعد الحداثة الحاملة لأفكار يمكنها أخد بعين الاعتبار الحياة الجماعية و البعد الانساني في التهيئة العمرانية. كما تندرج مجموعة أخرى من الأبحاث التي تدور حول المدينة في سجل إعادة امتلاك المجال و لديناميكية ممارساته. إنها تستشف طبيعة العلاقات التي يقيمها مجتمع ما مع مجاله، حيث أن البعد الرمزي موجود بصفة دائمة تقريبا، حتى و لو غابت عن ذلك أية مقاربة مفاهيمية بالنظر إلى الببليوغرافيا.

7فالمجال الرمزي هو على الفور المجال المبني حسب آسية ملكي علواني، التي تقترح تعميق البحث حول النماذج الثقافية للسكن.

8و من منطلق منهجي مماثل في المنطلق الرمزي للممارسات السكنية، يدخل محمد غماري مسألة امتلاك المجال العمومي المتاخم. كما تطرح سامية كيتوس مسألة إنتاج المركز من وجهة نظر دراسة أجزاء المدينة.

9و في صدد أي فيما يتعلق بالضاحية، تسعى أمنية غماري لإدراك طبيعة الإختلالات الوظيفية للنظام الحضري. فيما يخص حالة مدينة سيدي بلعباس على وجه الخصوص فإن بوشنتوف عبد القادر يطرح مسألة العقار ضمن إشكالية إنتاجها و استعمالها من طرف مختلف فعاليات المدينة، كما يؤكد أيضا على التوزيع الإجتماعي التقليدي للمجال الحضري. و أخيرا تقوم خيرة فنينخ منطلقة من بعد آخر، بالتفكير حول الأسواق، حيث تطرح إشكالية أثر التبادل التجاري على تنظيم المجال الحضري كما تتساءل حول التوجهات الجديدة بناءا على معاينة تطور عادات البناء.

10و في حقل العلوم الاجتماعية و الانسانية، تبرز مسألة الهوية التي تشغل بال الباحثين و تعالج حسب مقاربات و اختصاصات مختلفة، حيث نميز بين خطوتين منهجيتين في اللسانيات و تفرعاتها : تلك التي تعتمد على تحليل أثر أدبي و الأخرى تستند للتداولية لانجاز موقف أو تصور. و في هذا الاطار يصب عمل ديدة بديع في اختيار الشكل السردي لنقل تجربة أشبه ما تكون بالمغامرة في بقعة صحراوي و هي الأداغ بالايفوغة. و تسد هذه الدراسة ذات الطابع الوصفي و الأصيل، فراغا بشأن التعرف على جزء من منطقة التوارق في الجنوب الصحراوي. و بنفس المقدار، يبرز البحث عن الهوية في المجال المغاربي التقليدي من خلال رسالة مختار عطاء الله الذي يتعرض لتفكيك الأثر الأدبي للروائي الطاهر بن جلون، كما يعتمد وردي إبراهيم الصيغة ذاتها لتحليل أعمال نور الدين عبة للكشف عن موضوع التعذيب، كما تراجع مليكة تباس مفهوم المثقف في رواية مولود معمري و الغاية من وراء ذلك إبراز إستراتيجيات الكاتب و دور الاحتجاج في مواجهة ممارسات السلطة القائمة. و من الأساس ذاته، تبرز فوزية بن جليد الطابع الاحتجاجي في جوهره للأدب الجزائري من خلال رواية رشيد ميموني، إذ أن وسيلة التنديد كثيرا ما تعتمد و توظف للمطالبة بالسيادة. كما يرغب في مجال التاريخ جعفر يايوش في تعزيز مكانة الحقيقة بتصحيح إسهام الممارسة الطبية عند أبو مروان بن زهر، يكتشف موقفه هذا عن شكل أخر من أشكال الحظر و التغييب الممارسة على هذا الجانب الحضاري، مما يدفع بالتساؤل الفلسفي، و هو الشيء نفسه الذي يقوم به موسى عبد الله الذي يقدم لنا الاشكالية الصعبة المتمثلة في مقاربة العقلانية العربية المعاصرة.

11كما يطرح محمد قدوسي مسألة الشرعية الوطنية. كما يحلل هذا الأمر من منطلق تاريخي، بحثا عن إدراك ما يبرز الوضع الذي يميز النظام السياسي الراهن و الذي يتميز بممارسات الزبونية و الريعية.

12أما دراسة مصطفى راجعي فإنها عبارة عن عمل ميداني يحقق في الموقف الرافض للقرض البنكي لدى شباب المدينة مشرية، كما يعطي نظرة أخرى عن العلاقة مع المال، و هو موقف ينبثق بالاعتماد على أحكام النص القرآني.

13كما لا يمكن استغراب، في جانب آخر من الحقل اللساني، مشاهدة الموضوع العويص و هو تعليم اللغة الفرنسية لشباب الثانويات الجزائريين. و نظرا للصعوبات التي يواجهها التلاميذ في مادة التعبير الكتابي و كذلك في التعبير الشفوي، تقترح في هذا الباب، ثلاثة نفسها لدراسة العلاقات القائمة بين التعليم و التعلم و تحليلها : الإسهام الأولى هو لعبد الرزاق عمارة الذي يدشن محاولة فهم للمواقف تجاه الأخطاء المرتكبة و كذا الأسباب التي تمكن وراءها، و من تم توجيه استمرارية البحث في هذا الاتجاه. كما يتوصل سعدان بريك إلى ضرورة أخذ بعين الاعتبار ذاتية المتعلم باعتباره محركا أساسيا في مسار التعلم. و في هذا الاتجاه توحي نبيلة بن حوحو بالتقليل من هذا الجانب ذلكم بتحديد معايير موضوعية للتقويم التربوي.

14كما تكشف اللغة العربية من جهتها، عن مميزات قضاياها، إذ تطرح حفيظة تازوتي مسألة الفقر اللغوي عند الأطفال المتمدرسين كما تقوم بالكشف عن الأسباب بمعاينة البيئة التي ينمو فيها هؤلاء الأطفال و كذا الأوساط المؤثرة في عملية الفقر اللغوي، كما تسجل الدراسة النقائص التي تطعن في مصداقية الكتاب المدرسي. أما تحليل الخطابات بوصفها موضوعات للتشريح كذلك، فإنه يتقدم باعتباره ينسجم من الحقل اللساني. الشيء الذي يعالجه كل من عمر بلخير الذي يختار عالم المشرح و نوارة بوعياد الذي تقارب الـتـعـلـيمية الجـامـعـيـة، و كلاهما يحاولان تثمين المنهج التداولي، أما فيما يتعلق بالتدريس التقليدي تقوم مختارية تراري بوصف الكتاتيب القرآنية و طرق تدريسها مع تسجيل بعض النقائص.

15و على عكسهما يحاول لزعر مختار فهم الخطاب القرآني بالعتماد على دراسة كتاب "الكشاف" للعالم النحوي الزمخشري.

16و في الختام، لابد من الاشارة إلى دراسة تخرج عن إطار الموضوعات السابقة، و هي لفوزية بجاوي، إذ تعالج هذه الدراسة السياسية البريطانية تجاه دخول المهاجرين إليها، و هو موضوع هام في ذاته، إذ يبرز أهمية المسألة اللغوية في حالة إدماج المهاجرين ذوي الأصول المتنوعة.

17ماذا تعلمنا في نهاية هذه الوقفة السريعة على الانتاج الجامعي و ما يقتضيه ذلك من نتائج؟ هل توجد ملاءمة في طرح هذه الموضوعات؟ هل تمثل استشرافا للمستقبل؟ ألا تملك مع الواقع سوى علاقة ضئيلة، كما يقال عنها في غالب الأحيان؟

18و بطبيعة الحال، فإن نقد نزعة الانطواء على الذات و التحذير منها ضروريان للتطوير النوعي للجامعة. و مناشقة ذلك يمثل أحد الأسباب التي تبرر هذا الإسهام الذي بين أيدينا.

Haut de page

Pour citer cet article

Référence papier

محمد داود, « تـقـديم »Insaniyat / إنسانيات, 14-15 | 2001, 5-8.

Référence électronique

محمد داود, « تـقـديم »Insaniyat / إنسانيات [En ligne], 14-15 | 2001, mis en ligne le 31 janvier 2012, consulté le 18 avril 2024. URL : http://journals.openedition.org/insaniyat/9624 ; DOI : https://doi.org/10.4000/insaniyat.9624

Haut de page

Auteur

محمد داود

Articles du même auteur

Haut de page

Droits d’auteur

Le texte et les autres éléments (illustrations, fichiers annexes importés), sont « Tous droits réservés », sauf mention contraire.

Haut de page
Rechercher dans OpenEdition Search

Vous allez être redirigé vers OpenEdition Search